سيكولوجية الضغوط المهنية والتوافق النفسي لدى المدرس الجزائري

تعد مهنة التدريس إحدى المهن الاجتماعية الضاغطة نظرا لكثرة مسؤولياتها ومتطلباتها وزيادة أعبائها التي تجعل بعض الأساتذة غير راضين عن مهنتهم، وغير مطمئنين على حياتهم ومستقبلهم المهني، مما يكون له الأثر السلبي على عطائهم وكفاءتهم في الأداء، وقلة تحصيل التلاميذ، ولهذا يجب الاهتمام بالأستاذ نفسيا ومهنيا واجتماعيا، لأن الضغوط تمثل خطرا عليه، كما تهدد مزاولته لمهنته وتعد السبب الرئيسي في وجود الكثير من المشكلات داخل المؤسسة التربوية، كالأداء المنخفض والتغيب وبعض المشكلات النفسية والجسمية. أما بالنسبة للتوافق النفسي فله دور بارز في العديد من المجالات والميادين التطبيقية والعملية، ومنها المجال التربوي، والمجال الأكاديمي، وحتى المجال المهني، حيث يعد التوافق النفسي عاملا مهما في توجيه سلوك الأستاذ وتعديله ومؤشرا أساسيا في عملية الصحة النفسية لدى الأستاذ من أجل تحقيق ذاته واستقرارها لما يشعر به من خلال ما ينجزه من أعمال، وما يتحقق من أهداف تربوية يجعله أكثر أمنا وتكيفا مع مهنته مما ينعكس إيجابا على تحصيل التلاميذ، وتطور النظام التربوي. ولهذا جاء هذا الكتاب ليتناول بشكل علمي دراسة الضغوط المهنية والتوافق النفسي لدى المدرس الجزائري، كما يشمل على دراسة ميدانية وصفية وتحليلية للعلاقة بينهما وتأثيرهما على آداء المدرس.